مقالات صالح محمد العراقي

الله يدري لو ميدري؟

سبتمبر 6, 2020

لا تقل انا صليت وانا صمت وانا زرت الحسين فهذا كله ماح لحسناتك.. هذا ما اوصانا به مرجعنا ان كنتم اليه ترجعون وله تقلدون وبه تتأسون..!

فالرياء ماح للحسنات.. وجعل العبادة خالصة لوجه الله مثبت ومضاعف للحسنات وماح للسيئات .. فاي منهما تختارون!!؟

ثم انه لا يمكن ان نقف على ذلك فقط.. اعني ليس تباهيكم وريائكم بالاعمال الصالحة هو الماحي للحسنات فقط بل ان اظهار المظلومية في بعض الاحيان وليس دائما سيكون رادا للثواب الالهي للمظلوم ولاغيا لعقاب الظالم ايضا

فان الله يدري لو ما يدري بيك مظلوم… نعم انه يعلم انك مظلوم فاكتم عسى ان تنال الثواب ولا سيما اذا كانت مناداتك بالظلم تتصف:

١- بعدم انفعال الظالم معها وان كان الظالم هو المجتمع.. فمهما اظهرت مظلوميتك فانه سيستمر على ظلمك بل يزداد .

٢- ان بيان المظلومية فيه ذلة وضعف… ولا اريد الزيادة على هذه النقطة واللبيب بالاشارة يفهم.

٣- ان اعلان المظلومية فيه نوع من التفكك بين اطراف يجب ان بتبين انها متوحدة .

٤- ان مظلوميتك فيها شك فلعلك ظالم وانت لا تدري او تدري وتتعادى على نفسك

وهكذا… فاصبر الى ان يحكم الله والله خير الحاكمين والا اضعت الثواب الاخروي ولم تحصل على ازالة مظلوميتك في الدنيا ايضا… فتكون من الخاسرين

نعم هناك بيان لمظلومية الحق الجلي وبدون ترتب مفاسد عامة فلا مانع كما في بيان مظلومية المعصوم او الاولياء والصالحين او القادة السادة.. واما غيرها كالمظلوميات الخاصة والتافهة والغير مثمرة فاتركها ان لم تستطع العفو عنها ولا سيما ان كان الظالم محسوبا عليك…

فالعفو شيمة الرجال وشيمة الاقوياء واسرار المظلومية شيمة الصابرين والتأكد من المظلومية قبل نشرها شيمة المتورعين ولله ترجع الامور هو الذي يحكم بيننا بالعدل ولا ظلم في ساحته.

صالح محمد العراقي

12 / 5 / 2015