مقالات صالح محمد العراقي

مستعد ام مبتعد

سبتمبر 6, 2020

كلما اقترب الشهر الفضيل اعني شهر رمضان المبارك وصار على الابواب يسارع الكثير منا الى التسوق وتجهيز المنزل والمطبخ بالمؤون والاطعمة كل بحسبه وكل بمستواه المعيشي

وهذا التجهيز ليس حكرا على الصائمين فقط بل حتى الذين لا ينوون الصيام لعذر او بدونه..

وليس هذا فقط فقد رايت الكثير من يمسك (الريمونكونترول ) بيده ويبحث ببعض القنوات الفضائية بحثا عن الاعلانات الخاصة بالبرامج والافلام والمسلسلات الرمضانية لكي يعرف اوقاتها ليكون من متابعيها.

نعم هكذا تعلمنا من الشاشات والانترنيت وغيره، هلال الشهر على شكل امرأة متهتكة ورمز الشهر الفضيل او (اللوكو) هو الطعام والحلويات وما يتميز به هو المحيبس والمقاهي

حتى صارت تلك الامور تدريجيا امورا درج عليها الكثير ولم تعد مستغربة

ولا اريد هنا ان يكون الفرد منغمسا بالعبادة طول يومه فهي عسيرة جدا على الكثيرين بل جل ما اريد التنبيه عليه هو:

١- ان الغفران الذي وعدنا به رسول الله صلى الله عليه واله في خطبته الرمضانية لا يعني ان نذنب .

٢- ان الضيافة الرحمانية التي اخبرنا بها الرسول (ص) لا تعني ان تملئ يومك بالملذات من الطعام والجوبات والتحلية وما الى ذلك

فهي مضرة صحيا واخرويا لا محالة.. اضافة الى ان هناك امورا معتدلة لا تسافلية ولا تكاملية لا يتحملها الضعاف كالالتزام بالصلاة في اوقاتها وزيارة المساجد والالتزام ببعض الادعية الخفيفة المخصوصة وزيارات المعصومين والتواصل مع الاقارب والمؤمنين والتصدق على فقراءهم وحضور بعض الدروس الليلية وقراءة القران اضافة الى امور عائلية ترفيهية

وان لا يكون صيامك من اجل الافطار ولا افطارك من اجل الطعام والتلذذ ولا يكون حرصك على سماع الاذان من اجل الطعام لا الصلاة ولا تكون عبادتك من اجل انهائها لتدرك الطعام ولا يلهج لسانك دوما بالحر والعطش اسكت ! الله يعلم انك في عسر وسيجعل لك من امرك وصيامك يسرا فان مع العسر يسرا فذكر ان نفعت الذكرى .

 فبعد ذلك هل انت مستعد لشهر رمضان ام مبتعد عنه!؟

صالح محمد العراقي

29 / 5 / 2015