قرر ولا تكرر

اغلبنا سمع بقول رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله) حينما قال في خطبته الرمضانية: (وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله) وهذا يعني اننا جميعا ضيوف مدعوون الى ساحة القدس الالهية
فنقف هنا لنتفكر قليلا!.. انه حينما يدعونا شخص عادي غير معادي سنحاول جاهدين تلبية دعوته والذهاب اليه لا لاجل مأدبة غداء او عشاء او افطار بل مطلق الدعوة
فما بال لو كان الداعي والمضيف هو الله سبحانه وتعالى وهذا يعني الكثير… ولا اقصد من ناحيته جل وعلا فامر الخلق والضيافة منوط به.. لكن اعني بالنسبة لنا ولكل الضيوف الذين دعاهم ربهم عنده.. وهذا يعني عدة امور:
١- وجوب التلبية لا استحبابها ولا اي شيء اخر.. فعليك المبادرة وعليك ان (تقرر) من الان الذهاب والتلبية وتقول: (لبيك لبيك يا ربي)
٢- انت مدعو عند ربك وخالقك وهذا يعني ان تكون هناك (بروتوكولات) او نظم يجب اتباعها عند الذهاب، كالخشوع والادب والتخلق باخلاق عالية وعدم التصرف بتصرفات عصيانية وما شابه.. وكيف لا وانت حينما يدعوك اي شخص او اي فرد فستكون في منزله كما يريد ولا تتصرف بتصرفات تزعج المضيف فبطريق اولى حينما تكون ضيفا بين يدي الرحمن
٣- ان للمضيف العادي عادات وتقاليد قد تختلف عنك ايها الضيف كاختلاف التصرفات واختلاف المجلس والمأكل والمشرب وما الى غير ذلك.. وكل هذه الامور غالبا ما يتفهما الضيف ولا يعترض عليها حتى وان كان يؤدي الى ازعاجه او تغيير نمط حياته المعتادة.. فكذلك انت في ضيافة الرحمن عليك التفهم والانصياع
٤- ان ضيافة المخلوق للمخلوق تتحيد بال (زمكانية) اي بزمان ومكان معينيين محدودين.. اما ضيافة الرحمن جل وعلا لا تتحيد بزمان ومكان معين فانت دوما فيها ومنها واليها.. الا ان رمضان افضل تجليات ضيافته جل جلاله وعلا مكانه.. فكن على قدر تلك التجليات ولا (تكرر) ذنوبك ومعاصيك التي اعتدت عليها او تغفل عن واجباتك كما كنت تفعل سابقا فرمضان قد اتى
ونصيحة مني ان كنت تريد ان تبقى بضيافته دوما اجعل كل ايامك رمضان بقدر المستطاع.
صالح محمد العراقي
31 / 5 / 2015