صوم القوم
جميل ان يصوم (القوم) في شهر رمضان عن الطعام والشراب فهي مرحلة جيدة لا سيما اذا قيست الى تارك الصوم او الى المتجاهر بالافطار فيه
الا ان الاجمل والافضل ان لا يقتصر الصوم في هذا الشهر العظيم على ترك الطعام والشراب… فان ذلك اقل المجزي وليس كله، لا سيما ان لكل شخص درجته ولكل صوم ثوابه، ليس على المنظار الشرعي والفقهي فحسب بل حتى من النواحي الاخر: كالناحية الاخلاقية للصوم او المعنوية والباطنية وما شابه
فالاجمل والاكمل والافضل ان تصوم جوارحه مع صوم عن الطعام والشراب والافضل ايضا ان يصوم عن بعض الشهوات الشيطانية لا سيما التي اوصلت صاحبها الى التسافل والرذيلة
وكذلك ما اجمل ان يترك بعض الاخلاقيات البغيضة كالغيبة والنميمة والكذب وافات اللسان والتصرفات اللا اخلاقية وما الى ذلك
والاعظم من ذلك ان يصوم عن جميع امور الدنيا الا عن الطاعة لله ويبتعد عن الرياء والسمعة والتبجح وكل امر مضيع للثواب، فان الصوم لا يجب ان يكون حكرا عن الطعام والشراب بل هو اعلى واجل من ذلك
بل وان كان اغلب الصوم تركا لبعض الامور من هنا وهناك الا انه في نفس الوقت فعل للخيرات والسعي الى التكامل الحقيقي الذي يكون جالبا للثواب وازدياد الدرجات كالتصدق على الفقراء والقيام ببعض العبادة والتسبيح والذكر والصلاة ولا سيما صلاة الليل والتهجد فان مثل هذه الامور تكون ساندة ومتممة لصوم شهر الله اكيدا
وان لا يكتفي المؤمنون بصوم (القوم) فان هناك صوم للمؤمنين يجب ان يختلف باختلاف كمالاتهم ودرجاتهم كما هو واضح طبعا مع عدم ترك الواجبات الاجتماعية اللازمة لا سيما على المتعذر عليهم الرزق وما شابهها من الامور الضرورية لتسيير الحياة
اذن فليكن صومكم ويومكم في رمضان لله سبحانه وتعالى وطبعا هذا لا يعني ان غادرنا رمضان تركنا الطاعة والتكامل والعياذ بالله!!!..
صالح محمد العراقي
4 / 6 / 2015