بين الحقد والنقد
الحملة التي قادها الصدر القائد ضد المفسدين كأي حملة من حملاته الاخرى باتت بين الرضا والسخط، ولكن قد تختلف هذه الحملة عن اخرياتها بانها صارت بين (النقد) الداخلي والخارجي، وبين (الحقد) الاعمى الذي لا يبقي ولا يذر فلا عقل له ولا قلب٠
فالنقد وان لم يكُ بناءً فهو اهون من الحقد اكيدا على الرغم من ان غير البناء منه ضرري ايضا٠
فقد تفشى الجهل وحب الموت والاستسلام عند الاعم الاغلب (ويا للاسف)، بل صار الفساد مرضيا والاصلاح محاربا، يا لها من عقول متحجرة، اقل ما يقال بحقها: (جهلة جهلة جهلة .. زين)٠
فالبعض اليوم يطالبون الحكومة بضرورة اعتقال المفسدين، باعتبار الحكومة هي صاحبة القانون٠
اي قانون الذي تطالب ان تكون الحملة تحت رعايته والفساد قد انتشر كالنار في الهشيم في اروقة الحكومة والساسة.. فلو ان القانون كان ضد الفساد لاصلح الساسة قبل ان يصلح (الشعب)!٠
ايها (الجهلة) ألم تكُ السنتكم الغلاظ تسب وتلعن سكوت (القائد) عن المفسدين وحين اعتقلهم وقفتم ضدها؟!، فما اشبهكم بمن دعا الحسين ثم خانه٠
واذا قلتم ان على (القائد) ان يعمل تحت القانون قلنا: نعم هو تحت القانون الالهي من وجوب كشف المفسدين والمتلاعبين بقوت الشعب والفقراء… ثم نعم انه تحت غطاء (القانون) النائم الذي خشينا مع نومه ان نسلم المفسدين له فانه لا محالة سيخرجهم بحجة عدم توفر الادلة اللازمة، وهي حجة جاهزة لكل راشي ومرتشي، ليعودوا بعدها لفسادهم مرة اخرى وبغطاء (قانوني)، لا كما افرج عنهم سماحته واعلن في نفس الوقت بان الافراج عنهم لا يعني براءتهم، بل وطالب اللجان التحقيقية باستمرار متابعة ملفاتهم٠
اليوم يجب ان نعقل ونتعقل قليلا لكي تكون هذه الخطوة والحملة اسوة لا للاحزاب والتكتلات فحسب، بل (للقانون) نفسه، وعليه يجب العمل من اجل كشف الفاسدين واعتقالهم من اي جهة كانوا، والا صار المعروف منكرا والمنكر معروفا ولصار الجميع متسترا ومشتركا٠
ولتعلموا ان تلك الحملة وان كانت لمن يفسدون بأسم (ال الصدر) الا انها في نفس الوقت كانت ضد اي شخص يريد المساس بالعراق وشعبه وخيراته وارضه٠
فالفساد لم يقتصر على التيار بل وصل الى جميع المفاصل حتى:…..!!!!، ولكن التيار واتباع (ال الصدر) هم الاولى بالاصلاح اولا، ولتكن حملتهم بداية لحملات الاخرين ضد مفسديهم والا لصب العذاب علينا صبا٠
صالح محمد العراقي
21 / 6 / 2015