بين المسايرة والمغايرة
ليس من المنطقي ان اطلب من احد ان (يساير) المجتمع، ولا سيما ذاك المجتمع الذي انهكته الافات العامة والخاصة والتي لست الان بصدد ذكرها هنا.
فمسايرة المجتمع تذكرني بقصة لقمان وابنه في ركوب الحمار الذي ما رضي المجتمع ان يركبه الابن دون الاب او العكس او يركبا معا او يسيران معا من دون ركوبه حتى اضطر بعض القاصّين الى جعل القصة عن (جحا) وجعله هو من يحمل الحمار ويسير به في الازقة والطرق.
لكن عدم المسايرة لا تقتضي (المغايرة) الجذرية، والمخالفة في كل الامور بحيث يكون غريبا ومستغربا، او يقوم بافعال يستسمجها المجتمع ولا سيما من شخصيات فاعلة ومهمة يتوقع منها المجتمع ما هو اهم وانفع واصلح.
بل لعل بعض الافعال التي تصدر من (وجهاء المجتمع) وتكون مخالفة كاللبس والدخول في اماكن غير لائقة وان كانت يمكن تحليلها شرعا الا انها ممقوتة ومخالفة لبعض قيم الاخلاق والعرف الاجتماعي، بل لعلها تُحرم بعناوين ثانوية ولا سيما اذا كانت شخصية يتأسى بها البعض.
ومع ذلك كله فلا ينبغي للمجتمع اغفال ما ورد: (احمل اخاك المؤمن على سبعين محمل من الصحة)، فلعل بينه وبين الله اعذارا واخرها انه قد اغفل او نسي او اضطر الى ذلك… فالانصاف والاعتدال بين (المسايرة) العمياء وبين (المغايرة) الهوجاء الف مقام ومقام.
وعموما جنّب نفسك ايا كنت مواطن الشبهة والنقد، كما على المجتمع ان يجنب نفسه التسقيط الهدام والتدخل بشؤون الاخرين فمن اهتدى لا يضره من ضلّ.
صالح محمد العراقي
25 / 6 / 2015