اشواك الورد

في يوم من الايام اراد القاضي ان يقيم حد الرجم على احدى نساء القرية بغير دليل ينهض بالمطلوب. فاعلن عن التجمع في ساعة محددة وفي ساحة محددة.
فتجمع الناس ليرجموها بعد ان وضعوها في مكانها المخصص، فلم تتفوه ولم تصرخ على الاطلاق على الرغم من الم الحجارة حتى اذا سقطت عليها وردة واحدة من بين مئات الاحجار التي اخذت مأخذها وصار اثرها واضحا على جسدها
فلما لامستها الوردة اخذت تبكي وتصرخ.. فامر القاضي بالتوقف عن رميها بالحجارة لحين سؤالها عن ذلك، فقال: لم تتأوهي من كل الاحجار ولكن بكيتي وارتفع صراخك من وردة؟!!.. لماذا!!.
فقالت: تلك الوردة رماها ابني
فاحجار الغريب او العدو قد لا تؤذي كما تؤذي وردة الصديق والمقرب.. ويكون وغز شوك الورد اشد ألمًا وأذى من صلابة احجارهم اكيدا
ولا سيما اذا كان الرجم عن باطل.. بل ولا سيما اذا لم يك ذاك المتأوه من الوردة الا فاعل خير وطالب اصلاح وناصر لمظلوم ومعاقب لظالم… فتأمل عزيز القارئ
فالحجر المرمي قد لا يترك اثرا فقد تكسرت الاحجار على الاحجار اما الورود والازهار فقد ندرت وصارت تعطى لايواء العدو في منازل الصديق ولابراء ذمة المفسد… والى هنا ينكسر سنان القلم.
صالح محمد العراقي
2 / 8 / 2015