مقالات صالح محمد العراقي

خاطرة

سبتمبر 6, 2020

في مجاهيل الغابة الموحشة، حيث الوحوش والضباع الضارية، وحيث لا شي سوى لغة الانياب والمخالب القاطعة، اذ تقف الفريسة بين يدي الكواسر خاضعة.

هناك يعلو صوت العواء والفحيح ولا مكان للزقزقة الخافتة، فسموم الافاعي هي الحاكمة، ودهاء الذئاب هي الشائعة، والتهام الفرسية صارت رائجة.

حيث مصير غابة بين افكاك الشر مودعة، فاما ان تأكل واما ان تؤكل.. تلك هي حياة الغابة المظلمة ومستنقعها، اذ انياب التماسيح الهائلة وقبضة الافعى المجلجلة.

بل هي ليست حياة الغابة، انما هي سنة الحياة الدارجة.. صارت حياتهم على جثث الضعاف الخاوية.. ومماتنا تبقي وحوش الارض البالية، نموت لتحيى كواسر الجبال العالية، ونشقى لتهنأ تلك النفوس الغانية، ونرتع في نفوس فانية، فقتل امريء في غابة جريمة سامية، وقتل شعب جائع جريمة دانية.

وستبقى الوحوش وحوشا ضارية، وتبقى الفريسة في جحرها راجفة، او بين افكاك الذئاب العاوية، اذا لم نصحُ من هذا الهجوع.

ولتعلموا ان غابة الانسان اشد ضراوة، وسلامها ووئامها بات اشد غرابة.. فالانسان ذو رحمة، والانسان ذو خلق، وذو عقل راجح، لكنما تلك الصفاة غائبة، وتبدلت وتحولت وصارت نادرة.

 فقد غاب الصدق، وشاعت ألسن كاذبة، وغابت الرحمة والاحسان، وعَمَّت أُناس ظالمة، وخفي الخلق الرفيع، وظهرت نفوس طامعة، وصار طالب الدنيا ذا حكمة، وجنَّ عندهم طالب الاخرة .

 

صالح محمد العراقي

16 / 8 / 2015