مقالات صالح محمد العراقي

سبتمبر 24, 2021

بسمه تعالى
حِوار
رأيت قائدي جالساً.. فظننته مهموماً
فقلت له: هل أنت قلق ؟
قال: أنني أفكر في أمر مهم .
قلت: ما يشغل تفكيرك ؟
قال: لو وفقنا الله تعالى الى استلام هرم السلطة في العراق ..
ثم سكت لبرهة
فقلت له: وماذا بعد ؟
قال: هل سيكون أتباعنا آل الصدر على قدر المسؤولية.. أم سيكونون كسابقيهم ممن استلموا الحكومات ؟
قلت: إن لك نظرة ثاقبة واستشرافاً للمستقبل…
فقاطعني قائلاً: إنني أخشى من الدنيا عليهم.. فإنها إن فتحت أبوابها  لأي أحد لم يروض نفسه.. فالزلل سيكون الاكثر احتمالاً.
ثم إنني لا أريد التضحية بسمعة آبائي وأجدادي وإسم العائلة
ولا أريد من ذلك إلا رفع الفساد وإعانة المظلومين وإعانة الفقراء وإزالة البلاء.. فما طلبتها إلا للاصلاح في بلد الآباء والأجداد ..ولم أطلبها أشراً  ولا بطراً
فقلت له: وهل هذا  أمر صعب؟
فقال: من واجباتنا آل الصدر أن نعدل مع الجميع بلا فرق بين موالٍ أو معارض فالجميع إما اخوتنا في الدين أو نظراؤنا في الخلق
وطأطأ رأسه قائلا : لعل ذلك سيزعج بعض الصدريين.. فهم يجدون أنفسهم أولى بالمعروف
نعم، هم أولى بالمعروف.. ومعروفهم أن يكونوا في خدمة الجميع لا أن يكونوا أسياد الجميع
لذا آمل منهم أن يتحلوا بالتواضع وسعة الصدر وتطبيق العدل وتقديم المصالح العامة على الخاصة لاسترجاع هيبة العراق وقوته وإبعاد شبح الا  حـ…  تـ…. لال والا .ر،، هـ  اب وال..ـ عن _ ـف والمل _ـيشـ _ يات والتـ….ط _ ـب..يع.. وأن  يعيش جميع الشعب بكرامة وعزة .
فقلت: إن وجودك بينهم سيكون باباً لتحقيق الامال
فقال: يا صالح.. ليس المهم وجودي فإني أفنيت نفسي في وطني.. والاوطان لا تبنى إلا بالتآخي والتعاون والعدل والانصاف والتعامل الأبوي ولو كان على حساب المصالح الخاصة من دون عـ   ـن   ـف أو تعالٍ
يا صالح.. إنني دوماً اتذكر قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
ولعل أكثر المعصومين قد تجنبوا الحكم مع القول بتمكنهم من الوصول اليه لخوفهم على زلل اتباعهم .. فلا نريد ان نكون كأتباع بني اسـ .رائيل بل كأتباع نبي الله يوسف عليه السلام الذي أعزّ المستضعفين وأذلّ المتكبرين الفـ اس. دين
أو نكون كأمير المؤمنين اذا ساوى بين الجميع في الواجبات والحقوق ..
يا صالح.. ما قررت الخوض في ذلك إلا طاعة لله وحباً بالعراق وولاءا لشعبه وكمحاولة اخيرة لرفع البلاء والوباء والتـ  ط.. بيع فالعراق يستحق منا الولاء والسلام والامان وكفانا صراعاً وحرباً وتبعية.. فالعراق عراق الاولياء والصالحين ولا ينبغي بقاء تربع الفاسدين منا أم من غيرنا .
فليست السلطة لجمع المال فإن علي ابن ابي طالب ملك الدارين ولم يك في جيبه من درهم
كل ذلك يجب أن يكون واضحاً عند اتباعنا.. واملي بهم كبير .. ففيهم النزيه والمخلص والوفي لوطنه
وكل من يريد مصلحة شخصية فيجب أن لا يتصدى لذلك على الاطلاق.. وإلا سأكون نداً لهم وسافضحهم على الاشهاد كائناً من كان ولو كان أقرب الناس لي .
فقلت: سيدنا الكصكوصة جاهزة .
قال: نعم إنها إحدى أسـ..،لـ حـ  تي ضد من يحاول المساس بسمعة ال الصدر أو خِـ  يانة الوطن أو تكرار أعمال من كنّا نصفهم بال فا  س، ـد ين.. ولنا أسـ  لـ،،حة معنوية مشابهة لذلك
نعم، سأكون عليهم رقيباً.. كما سأجعل الله عليّ رقيباً.. وإن وجدت زللاً منهم أو مني فلن أتوانى عن الاعتراف بذلك وكشفه مهما كانت النتائج .
فقلت: أراك قلقاً من أتباعك أكثر من غيرهم .
فقال : غيرهم قد خبرناهم ونستطيع التعامل معهم كل بحسبه، لكن وجود اتباعنا على رأس السلطة لهو أمر جديد..
يا صالح.. المظلوم اذا تحول ظالماً فلن يفلح أيضاً .. ونحن قد قلنا لن يفلح الد كـ..،تاتور وما أفلح .. فلا أريد أن ينطبق ذلك في المستقبل على من يمتّون إلينا بصلة .
ومع ذلك فإن لي في الله أملاً ان يوفقنا لمرضاته مادمنا على الاصلاح سائرين
ومن هنا اطمئن الشعب العراقي أجمع .. إننا سنكون خداماً لهم وهم لنا سلطة فمنهم ومن اصواتهم نستطيع خدمتهم.. وأيّ قصور أو تقصير في ذلك فستكون لي وقفة كما عهدتموني
فأنا لا أدعم جهة أو شخصاً بل إنني أدعم العراق وشعبه والاصلاح لا غير.. والله ولي التوفيق ومن الشعب نستمد القوة والعزم .
وزير القائد
صالح محمد العراقي