مقالات صالح محمد العراقي

الثقة المتبادلة

سبتمبر 6, 2020

إعلموا أيها الإخوة الكرام: أنّ قائدكم الصدر قد سار على خطى حثيثة وسريعة نحو المجد والخلود، فأصبحَ قائداً للجميع وما عاد مختصاً (بالتيار الصدري كما كان).
فقد أصبح قائداً يجمع كل العراقيين ويشملهم بحبّهِ وعطفهِ وإنسانيته بلا فرق بين طائفة وأخرى.
ولستُ أبالغ حينما أقول: إنه عبَرَ حتى الحدود العراقية.. وسأناقش ذلك عبر مقالة أخرى.
إلا أنّ كونَه أصبحَ قائداً لجميع العراقيين لم يأتِ من فراغ ولم يأتِ بالسهولة التي قد تخطرُ على أذهانِكم.. فقد كانَ الطريقُ صعْباً مستصعَباً.
ثم لْتعلموا إنه جاء بعد أن وثِق بكم ثقةً كاملة أيها المحبّون، فإنه لا يستطيعُ إكمال ذلك إلا من خلالكم أنتم أيها الأحبة فأعينوه بورعٍ واجتهاد وعفةٍ وسداد وبِرَصّ الصفوف وتركِ الخلافات وتركِ القيل والقال والمنازعات العَلنية بل والسرية.
وتمسّكوا بمشروع الإصلاح بكل تفاصيله وثِقوا به كما وثِق بكم وكونوا له عوناً وظهراً له في السرّاء والضرّاء ولا تؤذوه ولو بالقليل فضلاً عن الكثير .
ولْتعلموا أن خلافاتِكم ومنشوراتِكم وصراعاتِكم هي أكثر ما يعاني منها وكذلك انخراطكم في مهاوي الدنيا والاقتراب من الفاسدين والمنشقين.
إيّاكم ثم إيّاكم.. فالمطلوب حفظ غَيبَتهِ وإعانتهِ على الطاعةِ والإصلاح وإياكم وإفشال ما يخطط له بقولٍ أو فعلٍ سواء عن قصدٍ أو من دونه.
ثِقوا به كما وثِق بكم لنكونَ كالبنيانِ المرصوص لا يستطيعُ العدو أن يجدَ من خلالهِ ثغرةً تعادل السكين في خاصرةِ الإصلاح والتقدّم.
وأصلحوا أنفسكم فقائدُكم يرومُ إكمالَ مشروعهِ الإصلاحي ليعمّ المجتمعَ برمّتِه واللهُ وليّ النعمةِ ووليّ التوفيق.
ولنَسِرْ معاً بخطىً واثقةً وحثيثة من دون تردّد أو يأس وإلا فإننا سوف نندم ولن تكونَ هناك فرصةٌ أخرى.
فهلمّوا لخلق الأجواء الوحدويّة والإصلاحيّة والأخويّة والإيجابيّة لنكونَ سبباً في نجاحه وإنجاحه.
وخصوصاً بعد أنْ تخلّى عنه الكثيرون واستصعَبوا طريقَه وقراراتِه وإصلاحاتِه ولا تتركوا الجبَل فتخسروا ولا تتصرّفوا من تلقاءِ أنفسِكم فلعلّكم تؤذوه وأنتم لا تعلمون.
اللهمّ إني بلّغت.. اللهم فاشهدْ..

 

صالح محمد العراقي

10 / 11 / 2018